Studio Ghibli : مملكة الشغف والخيال الجامح

منبع سحري لروائع أفلام الأنيمي الخالدة / Ghibli.jp

STUDIO GHIBLI ©

منتصف ستينات القرن العشرين التقى شابان يابانيان جمعهما عشق المانغا والأنيمي في العاصمة طوكيو، فقررا العمل بإصرار وتحدي كل الصعاب ليؤسسا واحدا من أفضل وأشهر مراكز إنتاج أفلام الأنيمي في العالم : Studio Ghibli.

مدفوعا بعشقه لفن الرسوم المتحركة، تخلى Isao Takahata الذي ولد عام 1935 بطوكيو عن متابعة تخصصه في الأدب الفرنسي وفضل أن يجرب العمل في التأليف والإشراف الفني في شركة Toei Doga. أما Hayao Miazaki الذي رأى النور عام 1941 بالمدينة نفسها، فقد تنقل بين عدة مدارس قبل أن يستقر على اختيار التخصص في مجال الأنيمي واثقا أن في صدره موهبة عليه إثباتها بأية طريقة.

عام 1964 التقى تاكاهاتا وميازاكي لأول مرة عند مشاركتهما في العمل على سلسلة Ōkami Shōnen Ken واستمرت علاقتهما أثناء عملهما في أفلام ومسلسلات أخرى. وكان أحد أحلامهما المشتركة تأسيس مركز جديد لإنتاج أفلام أنيمي سينمائية عالية الجودة. لكن افتتاح مؤسسة بهذه المواصفات كان يبدو آنذاك مستحيلا نظرا لما تتطلبه من إمكانات مالية وتقنية هائلة. مع مطلع الثمانينات نشر ميازاكي مانغا قصته الجديدة Nausicaa على صفحات مجلة Animage فكانت تلك نقطة البداية الحقيقية لبزوغ حلم غيبلي. إذ لاقت هذه المانغا انتشارا واسعا شجع مؤسسة Tokuma Shoten على المضي قدما نحو تحويلها إلى أنيمي، فتم إنتاج العمل عام 1984 وما إن نجح بحدارة في قاعات السينما اليابانية حتى وافقت الشركة على المساهمة في تأسيس استوديو للإنتاج الفني الرفيع تماما كما حلم به ميازاكي وتاكاهاتا.

اقترح تاكاهاتا أن يحمل المركز الجديد اسما يابانيا خالصا Nusashino Kubo غير أن ميازاكي كان له رأي آخر وتسمية غريبة Studio Ghibli فكانت الانطلاقة الرسمية عام 1985 تحت إدارة Yasuyoshi Tokuma وخلال السنة التالية أنتج فيلم Rayputa كأول أنيمي يفتتح بعبارة (من إنتاج غيبلي). انقضت صعوبات الخطى الأولى، وبدأ مشوار الإبداع والنجاح، ففي عام 1988 انكب فريق العمل الصغير على إنجاز عملين في آن واحد، فيلم Tonari no Totoro (رفيقي توتورو) لميازاكي وفيلم Hotaru no Haka (قبر اليراعات) لتاكاهاتا. وعرف الفيلمان معا نجاحا منقطع النظير أكد تميز المسار الذي اتخذه المخرجان الشابان، وأصبحت شخصية Totoro شعارا للشركة التي واصلت إنتاج أفلام اعتلت قائمة الأكثر رواجا في اليابان، ومن أشهرها Majo no Takkyuubin (كيكي الساحرة الصغيرة / 1989) و Omohide Poroporo (ذكريات لا تنسى / 1991).

بعد 1991، أضحى مقر غيبلي يضم فريقا كبيرا من الفنيين والتقنيين، فوضع ميازاكي تصميما لمقر جديد وافقت الشركة الراعية على تشييده. وبعد أن تم تجهيزه بوسائل العمل اللازمة انتقل إليه الفريق عام 1993، وفي نفس السنة خرج إلى الوجود فيلم آخر حصد نجاحا لا يصدق Porco Rosso. ما لبثت أن لحقته قائمة طويلة من الأفلام المتميزة Pompoko (بومبوكو / 1994) و Mononoke Hime (الأميرة مونونوكي / 1997) و Tonari no Yamada kun (عائلة يامادا / 1999) الذي ساهمت في إنتاجه شركة ديزني الأمريكية.

عام 2001 افتتح متحف لشخصيات غيبلي في منطقة ميتاكا بالعاصمة طوكيو. وبعدها بسنوات قليلة (2005) تم الانفصال عن مؤسسة Tokuma ليصبح غيبلي مركزا مستقلا أنتج أعمالا أخرى حاولت أن تضاهي الروائع القديمة، فتصدرت قوائم أفضل الأفلام إنتاج من أبرزها  Sen to Chihiro no Kamikakushi وGedo Senki وArietty. عام 2013 أشرف تاكاهاتا على إخراج آخر أفلامه Kaguya hime no Monogatari فيما قرر هاياو أن يتقاعد مسلما مشعل الإخراج لابنه Goro Miyazaki لكن سرعان ما أعلنت إدارة غيبلي بعد سنة واحدة عن دخول المركز في فترة (راحة) ليبتعد منتج آخر من أهم ركائز الفريق هو  Yoshiaki Nishimura مؤسسا مشروعه الخاص Studio Ponoc الذي بدأ يشق طريقه مستلهما نفس الرؤية الفنية التي طالما تميز بها مركز Ghibli.