المتحرية إينجي :: القانون لا يعلو فوق الإنسانية

مغامرات تحقيق مشوقة مع شرطة سكوتلاند يارد

STUDIO NIPPON ©



قد يخطر ببالك وأنت ترى ملصقا لهذا المسلسل أو تشاهد شارته الافتتاحية، أن الأمر يتعلق بقصة رومنسية من طراز ليدي أوسكار أو وردة فيرساي.

بيدَ أنك جانبت الصواب إلى حد بعيد، فهذه الصبية الشقراء مازالت صغيرة على التورط في قصة حبّ، لكنها ذكية بما يكفي لتكون أصغر متحرية خاصة تنضم إلى شرطة سكوتلاند يارد. نعم، لقد سمعتني بشكل صحيح. هذه الطفلة التي تبدو مثل دمية سالي، تعمل محققة جرائم.

تدور مغامرات المتحرية إينجي في مدينة لندن إبان حكم الملكة فكتوريا. تعيش الفتاة في قصر جدتها الأرستقراطية بعدما سافر أبوها وأمها في رحلة عمل إلى الهند. وعندما نقول رحلة عمل في ذلك الزمن البعيد، فنحن نقصد أنهم ذهبوا لسرقة ثروات الهنود الفقراء، وسيرجعون أكثر ثراء بعد سنوات قليلة، ومعهم فيل ضخم ومروض مطيع.

قبل البداية، ساعدت إينجي الشرطة في كشف سر لوحات فنية مسروقة. سألتها ملكة بريطانيا أي أمنية تريد، فطلبت الصغيرة أن يُسمح لها بتقديم المساعدة في تحقيقات الجرائم التي تحدث في المدينة. ولم تخرج من القصر الملكي ذلك المساء إلا وقد تم توشيحها بقلادة رسمية تتيح لها الدخول إلى كل مكان في لندن، بما في ذلك مركز الشرطة.
أحيانا لست بحاجة إلى دراسة ولا شهادة ولا خبرة عملية لكي تحقق حلمك. يكفي أن تتوسط لك الملكة.

كان صعبا أن يقبل مفتش الشرطة الرئيسي السيد جاكسون فكرة توظيف طفلة صغيرة لديه، إلا أنه لم يتجرأ على معارضة القرار. وإن كان يغضب منها تارة ويضطر لقبول مساعدتها تارة أخرى. وقد عاقبه كاتب القصة على موقفه هذا بأن جعله عرضة لدعابة هنا أو مقلب هناك، بغرض السخرية منه أمام الجميع. وهو للأمانة يستحق ذلك، لأنه مجرد مفتش متباهي، يدعي ما لا يطيق ويقول ما لا يفعل.

أما مساعده مايكل، وهو هذا الوسيم الذي يرتدي على كتفيه وشاحا صنع من غطاء المائدة، فقد كان أكثر كفاءة من رئيسه في العمل. يقدر موهبة إينجي وقوة ملاحظتها وحدة ذكائها، ولا يمانع التعاون معها في سبيل استجلاء الحقيقة. وقد ساهما معا في القبض على الكثير من اللصوص والمجرمين، ليس في المدينة فقط، بل حتى وراء البحر عند كل تعاون دولي بين شرطة فرنسا وإنجلترا. وإلى جانب مايكل هذا، والجدة الثرية، والمربية والخادم، لدى إينجي أيضا صديق صغير يسمى فرانك. لكننا لا نرى أي داع للحديث عنه هنا، ما دمنا لا نريد أن نجهز حصانا.

هكذا قضت إينجي طفولتها ـ أو ربما عطلتها فحسب ـ وهي تساعد رجال الشرطة في حل الألغاز المستعصية والقضايا الغامضة. لا يهدأ لها بال ولا يرتاح لها ضمير إلا حين تضع النقاط على الحروف، وتبين للمفتش البليد ما خفي عنه. لا يهم إن تعلق الأمر بلص مجوهرات، أو مزور نقود. بقريب يحاول ارتكاب جريمة طمعا في الميراث، أو شريف يسرق بيوت الميسورين لكي يطعم البؤساء.

لقد سبقت هذه الشقراء الصغيرة المحقق كونان بزمن طويل إلى دروب المجد والتحري. ومن يدري، فربما منها تعلم الاستخفاف بمفتشي الشرطة، وعنها ورث النحس المريب الذي يلازمه. فهي أيضا كانت تكتشف جريمة تحدث (بالصدفة) في كل مكان تذهب إليه. غير أنها ـ مع ذلك كله ـ ظلت دائما صبية جميلة ومرحة وطيبة القلب. لا تروم سوى تحقيق العدالة ولا تحب إلا مساعدة الجميع.