النسر الذهبي :: مغامرات بيبيرو فتى الأنديز الشجاع

سأسير على خطاك يا أبي مهما علت الجبال

WAKO PRODUCTIONS ©

إن حالفك الحظ يوما ورأيت نسرا ذهبيا يحلق في السماء، فاتبعه ـ تقول الأسطورة ـ لأنه سيقودك إلى مدن الذهب السرية التي شيدها الأجداد العظماء، وعرفوا كيف يخفون أسوارها وسط جبال الأنديز المهيبة.


لمشاهدة الملخص على يوتيوب : النسر الذهبي :: بيبيرو فتى الأنديز الشجاع

ما إن بلغ الفتى (بيبيرو) العاشرة من عمره، حتى صمم على الانطلاق في رحلة مجهولة المسار والمصير، من أجل البحث عن والده (كارلوس) الذي لم يُسمع له خبر ولم يَظهر له أثر، منذ أن غادر بلدته ذات يوم ساعيا للعثور على مدينة الذهب الأسطورية، (الإلدورادو).

ورغم كونه مؤنسها الوحيد، سمحت له أمّه بالرحيل حين رأت قوة عزيمته وإصراره، فانطلق (بيبيرو) في مغامرته المثيرة، برفقة صبية جميلة تدعى (كانا) تعرضت لفقدان ذاكرة مؤقت بعدما كادت تغرق في أحد الأنهار، لولا أن العم (شيكا) أنقذها في آخر لحظة.
والعم (شيكا) هذا رجل هادئ الطبع طيب القلب، ليس له هدف شخصي في الحياة، سوى مرافقة الصغار جنوبا إن أرادوا الذهاب إلى الجنوب، أو شمالا إن رغبوا في العودة إلى الشمال.

وعلى مرّ الطريق، ينضم إليهم (أسـتيكو) وهو فتى متنمّر يحلم بالثراء السريع، فيضفي على القصة لمسة أخرى من الجسارة والمرح. إلى جانب طفل السيرك الصغير (شوشو) الذي كانت الحكاية ستكون أجمل بكثير من دونه. آسفون يا (شوشو)، لكنك أزعجتنا جدا عندما ذهبت إلى زفاف أختك وأصررت على النوم إلى جوارها.

هكذا، واصل فتى الأنديز الشجاع رحلته بين جبال وعرة المسالك وغابات كثيرة المهالك. متجاوزا بجلد الأبطال كل ما يعترض طريقه من أعداء ومخاطر. فتغلب بقوة على العناكب المسمومة والأفاعي العملاقة والتماسيح المتوحشة. وتجاوز بمهارة عوائق الجسور المعلقة والأنهار الجارفة والمغارات المخيفة. وخلال مشواره الطويل، كان (بيبيرو) يتلقى المساعدة تارة من نسر ذهبي يطير فوق أعالي الجبال، وتارة من حصان أبيض يركض بين صخورها. كانت غايته نصب عينيه طوال الوقت، لكن ذلك لم يمنعه من التوقف بين حين وآخر، لفعل الخير وتقديم العون لمن هم في أمس الحاجة إليه، فكنت تراه ينقذ طفلة اختطفها لص مزيف، أو يداوي كوجرا هاجمه صقر جارح. فلا عجب إذن أن يترك في قلوب أهالي كل قرية يمرّ بها أثرا طيبا. تماما، كما فعل والده من قبل.

لقد كانت رحلة ممتعة بحق. وكان فيها (بيبيرو) عنيدا، وشجاعا، وطيبا. لا يخلف وعده ولا يتخلى عن أصدقائه، ولا يتراجع عن السعي وراء هدفه النبيل، حتى قادته خطاه الواثقة إلى دهاليز (الإلدورادو)، حيث تكلل صبره بالنجاح، ليلتقي والده بعد غياب طويل، ويعود مظفرا إلى بلدته بكنز ثمين من الذرة والذهب. ووعد أثمن بالزواج من رفيقة دربه الجميلة، والتي صار لقبها الآن: الأميرة (كانا) حاكمة مدينة الذهب الأسطورية.