نادِني ثلاثَ مراتٍ، وسآتيكَ في الحال .. هكذا بدأت قصتنا الساحرة هذه بصداقة جميلة بين فتى صغير يدعى (كاكـيرو)، ومهر طائرة تسمّى (بلينك).
لمشاهدة الملخص على يوتيوب : الوميض الأزرق :: رحلة كاكيرو وبلينك في عالم من الخيال
ـ نادِني ثلاثَ مراتٍ، وسآتيكَ في الحال…
هكذا قالت له يوم عثر عليها أول مرة، وهكذا لازمته بالفعل في رحلته الطويلة بحثا عن أبيه الذي اختطفه الإمبراطور الشرير (غروس).
ولأن الرَّحلات لا تحلو إلا مع رفاق السفر، فقد انضم إليهما العمّ (تامبا) سائقُ أفضل باص في العالم. ومعه الظريفان (ساتشي ونيتشي) وهما لصّان فاشلان في السرقة لكنهما لا يَكُفّان عن المحاولة. إلى جانب الفاتنة الصغيرة (كيرارا) أميرةِ دار الورد التي تتقن الحساب وتريد شراء كل شي جميل تقع عيناها عليه.
على متن هذا الباص العجيب، سنسافر مع (كاكيرو) وأصدقائه إلى قرى ومدائنَ مدهشةٍ تحيّر الخيال. من بلدة ترفعها البالونات في رحاب السماء، إلى أخرى تغلّفها الفقاعات في أعماق المحيط. ومن مملكة تسرق حاكمتُها أحلامَ الناس لتعصرَ منها إكسيرَ الشباب، إلى سيركٍ يسيطرُ صاحبُه على الحيوانات بقلادةٍ أسطورية عجيبة. وبين هذه وتلك، نزور مدينةَ الأرانب، ونعبر بحرَ الكوابيس، ونتيه في قلعةِ الظلام.
وكلما توقف كاكيرو في محطةٍ وجدَ رجالَ الإمبراطور قد نقلوا والدَه إلى غيرها. فنعيش معه في كل بلدةٍ مغامرةً جديدة، ونحارب برفقته في كل مكان، شريرًا آخـر.
صحيحٌ أن الفتى ظلَّ طوال حلقاتِ المسلسل يرتدي بدلةً تجعله أشبه بمجندٍ في الجيش، إلا أنه كان في الواقع طفلا بَـكّاءً لا يقوى على مُجابهة الخطر، حتى يتلقى من رفيقته (بلينك) جرعةَ وميضٍ أزرقَ تمنحه روح الشجاعة حين يُسيطر عليه الخوف والإحباط.
الوميضُ الأزرق، مسلسل مدهشٌ جذبنا، بشخصياته وحكاياته المتنوعة، إلى عالمه المثير الساحر، لولا أن كل ذلك الجمال والخيال ـ ويا للحسرة ! ـ تبدد هباءً على مشارف الحلقات الأخيرة. فكم كانت صدمتنا كبيرةً حين اكتشفنا في النهاية أن كاتبَ الحكايات الخرافية (هاروهيكو شيكي) لم يُخطف، وابنَه الصغير (كاكيرو) لم يسافر للبحث عنه.
فما تلك الرحلةُ الممتعةُ التي عشنا خلالها مغامراتٍ في غاية التشويق، سوى كابوس طويلٍ رآه الفتى في منامه. وما الإمبراطور غروس في الحقيقةِ إلا صورةٌ للجانب الشرير في شخصية أبٍ مبدع ألّف هذه القصةَ من أجل ابنه، ونسج خيوطها بهذا الشكل المُربك، حتى يعلمَه معنى الصداقةِ والشجاعة، ويعلمنا معه، أن أجمل القصص في هذا العالم، هي تلك التي لا تحظى بنهاية سعيدة.