ANPANMAN ! مغامرات الرغيف العجيب وقط البكتيريا
اعتبر من أكثر الشخصيات الخيالية التي يحبها أطفال اليابان
قد لا تصدق أن هذا (البطل) ذا الوجه الخبزي يعتبر الشخصية الخيالية الأكثر شعبية بين الأطفال اليابانيين (إلى عمر 12 عاما) لكنه كذلك بالفعل حسب إحصائية أعلنت عنها شركة بانداي (Bandai) عام 2005.
Anpanman أو (رغيف) حسب الاسم الذي منح له في النسخة العربية هو بطل سلسلة مانغا للصغار للمؤلف الياباني تاكاشي ياناسي شرعت Froebel kan في إصدارها منذ 1968. وبعد عشرين سنة (1988) تم تحويلها إلى مسلسل أنيمي تلفزيوني تناوب على إخراجه أكينوري ناغاوكا وشونجي أوغا لصالح شركة طوكيو موفي شينشا التي أصبحت تعرف اختصارا بـ TMS Entertainment وهي مجموعة تعتبر من أقدم وأشهر أستديوهات إنتاج الأنيمي في اليابان، إذ شرعت في العمل بهذا المجال منذ عام 1946. وقد استمر عرض مسلسل الرغيف العجيب على الشبكات اليابانية لوقت طويل جدا حتى اعتبر من أكثر مسلسلات الرسوم المتحركة شعبية هناك، بشكل كاد بالفعل ينافس العبقري دورايموون وماروكو الصغيرة.
تدور أحداث المسلسل في منطقة ريفية فيها مخبز يديره العم (فران) وتنشطها شخصيات (خبزية) خيالية لطيفة، ولأنها من قصص الـ(كودومو) الموجهة للصغار، تتخذ القصة من ترسيخ العادات التربوية السليمة ومحاربة نقيضتها السلبية غاية لها، مصورة ذلك في جو من الصراع الممتع بين بطل الخير أنبانمان الذي يصل به حب العطاء إلى حد إطعام الجائعين قطعا من وجهه! ورغم أن اليابانيين في الواقع يحبون أكل الأرز على الخبز، غير أنه يجد من يقضم وجنته في كل حلقة على أي حال. وبين خصمه الرئيسي الذي يلقب بـ(قط البكتيريا) كاره النظافة الذي لا هم له إلا التجول بمركبته الفضائية وإزعاج الأبرياء بكل شكل ممكن، والذي سبق أبطال (One Piece) بزمن طويل في ابتكار ضحكته الخاصة التي يقول فيها “كاااااتيكوتيكوتيكو”!
حين ظهرت قصة (One Punch Man) عام 2009 ببطلها سايتاما الأصلع ذي الرداء الذي يرفرف من خلفه، فكر الجميع مباشرة في شخصية Anpanman. إذ يبدو جليا أنه كان مصدر إلهام مباشر له. لقد كبر الرغيف وأصبح شابا يحاول التغلب على ضجره وملئ فراغه بتحطيم الوحوش الآلية، لكن نسبة متابعيه وإن بلغت الملايين أيضا، كونه محور أحداث واحدة من قصص المانغا والأنيمي التي حققت نجاحا لم يكن متوقعا بالمرة، لا يبدو أنها ستضاهي بأي حال ما وصل إليه Anpanman الذي مازال من أكثر الشخصيات الخيالية التي يمكن ملاحظة تأثيرها وحضورها الوازن في مختلف المنتجات الموجهة للأطفال كالألعاب والملابس والكتب وأشرطة الـ (DVD). ليس هذا فحسب، ففي بعض المدن اليابانية توجد قطارات رسمت عليها شخصيات المسلسل، ويعرف أحدها بـ”قطار أنبانمان” التابع لمؤسسة JR في جزيرة شيكوكو.
أنبانمان أحد النماذج التي تستحق الدراسة من ناحية تربوية، إذ يبين كيف تمزج اليابان بين الواقع والخيال والممتع والمفيد لتقدم لأطفالها أبطالا خارقين في تصرفاتهم مؤدبين في حواراتهم ولديهم أحلام وأهداف تسعى لتعزيز مختلف القيم الإيجابية لدى الفرد والمجتمع. ولذا كان مسلسلا ملائما للدبلجة إلى اللغة العربية بعيد ظهوره بفترة قصيرة، والتي تمت في أستوديوهات شركة الشرق الأدنى للإنتاج الفني بالأردن، من ترجمة وإعداد فواز نغوي وبأداء صوتي مميز لعبير عيسى وإيمان هايل وقمر الصفدي وتيسير عطية ومحمد القباني ومحمد خماش وسهير فهد وجمانا الطوال ومحمد حلمي. وقد رسم بمغامراته اللطيفة وأغانيه الجميلة ذكريات لا تمحى من أذهان الجيل الذهبي لمواليد الثمانينات.