تاكيهيكو إينوي يقفز بالمانغا نحو آفاق جديدة

مقال بقلم (تاكهاشي كوكي) بتصرف عن مجلة نيبون 04/2010

KODANSHA ©

هل يندم المانغاكا على بعض أعماله؟ قد نستشف الإجابة من هذه الدردشة التي أجراها كوكي تكاهاشي مع الرسام إينوي تاكيهيكو متحدثا فيها عن الإعجاب الذي يشعر به تجاه أول أعماله (سلام دانك) والإحباط الذي عاشه بعد أن نشر مانغا (فاجابوند).

«وأنا طفل، كنت أعشق الرسم وأشعر بشكل ما بأنني سأحترفه في النهاية» يقول إينوي تاكيهيكو الذي ولد عام 1967. في الثالثة والعشرين من عمره، بدأ إينوي مشواره المهني برسمه لسلسلة (سلام دانك) حيث حمل قرائه إلى عالم كرة السلة في المدرسة الثانوية. وقد حققت هذه المانغا نجاحا منقطع النظير. وحتى عندما توقف نشرها المتسلسل على المجلات عام 96 استمر بيعها على شكل كتب كان عددها 31 مجلدا. والواقع أنه تم توزيع 140 مليون نسخة من هذا العمل وهو رقم قياسي.

والسؤال هو: لماذا نالت هذه السلسلة كل هذه الشعبية؟ يجيب إينوي «أنا أقرأ دائما نفس نوع المانجا التي يعرفها ويحبها معظم الناس، النوع الذي نراه في كل مكان. لذلك أتصور أن من الطبيعي جدا أن تكون المانغا التي أؤلفها أيضا من النوع الذي يحبه أغلب الناس». ولكن إذا سألت قراء المانجا من كل الأعمار لماذا يحبون سلام دانك فستأتيك منهم إجابات أكثر تحديدا: الرسوم الرائعة، القصة التي تخلب الألباب، والحوار شديد الواقعية والطرافة بين الشخصيات. «إذا كان هذا ما يراه القارئ فربما لأنني استطعت أن أضفي حياة على الشخصيات. لأنها إذا لم تكن تفيض بالحيوية كأنها شخصيات حقيقية فلن يجدي أي شيئ في إحيائها مهما كانت جودة الرسوم أو الحوارات».

بعد (سلام دانك) بدأ إينوي سلسلة جديدة عام 98 أطلق عليها إسم (Vagabond) أو (الشارد). والبطل هنا هو سياف محارب يجول في البلاد، تعود أصوله إلى شخصية أسطورية عاشت بالفعل أواخر القرن السادس عشر، وهو البطل مياموتو موساشي الذي يحكى أنه شارك في أكثر من 60 مبارزة بالسيف خلال حياته وكسبها كلها. وفي هذه السلسلة يعود إينوي بقرائه إلى الأحداث الدرامية لتلك الفترة، مضفيا عليها رسوما مبتكرة تتحول إلى صيحة جديدة، تصور صراعات حيوية وشخصيات غنية بحوارها الجسدي المماثل للواقع والمثير للدهشة، وقد تم حتى الآن (2010) نشر 60 مليون نسخة من هذه الرواية.

عام 2004 احتجبت السلسلة عن الصدور لفترة. في ذلك الوقت كان إينوي يعيش حالة إحباط كامل. «تتمحور القصة حول رجل يقتل. وأنا قمت بنسج حكايات إيجابية عن كل هذا القتل. حقيقة أن بطل المانغا يحتاج دوما أن يكون أقوى ويثبت قوته أمام أناس آخرين لديهم رغبة في القتال، لكن هذا لا ينفي أنه في الأخير يبقى قتلا مكثفا بالسيوف، فكيف يمكنني أن أظل متفائلا؟ وكيف أجعل قرائي يتفهمون شخصية القاتل ويتعاطفون معه. كانت هذه بعض الأسئلة التي ظلت تتصارع في نفسي خلال تلك الفترة ولم يكن بإمكاني أن أتركها ورائي ببساطة».

«المانغا يمكنها أن تكون وسيلة قيمة للتعبير لو كنت رسمت سلسلة أخرى بدلا من (فاجابوند) ولن أقول هل ذلك أفضل لي أو العكس ولكني متأكد أن حياتي كانت سستختلف تماما طوال السنوات الإثنتي عشرة المنصرمة. أعتقد أن إحساسي الذهني كان سيختلف تماما عما هو عليه الآن».

تماما مثل بطله فإن إينوي أيضا لا يخاف الصعاب عندما يسعى لتحقيق هدف معين. وفيما عدا سنة التوقف الوحيدة تلك، فقد ظل يرسم القصة لمدة 12 سنة متواصلة وهو الآن في طريقه لإنهائها. في الوقت الحاضر، يجرب إينوي أسلوبا من نوع جديد، شيئا يتعدى المانجا التقليدية كعمل مطبوع، فهو على سبيل المثال يقيم معرضا لبعض رسومه الأصلية على ورق (واشي) الياباني، ويرتب الورق متسلسلا بحيث يمكن للزائرين قرائة القصة وهم يسيرون. إنها محاولة مبتكرة لتقديم المانجا في صورة مجسمة، تدفعها نحو حدود أبعد ومستويات أرقى بكثير.