يوميكو إيغاراشي : زهرة الـ(Shōjo) التي لا تذبل
تعشق فرنسا ولا ترسم غير الفتيات والأزياء والدينصورات!
بأسلوبها الأنيق الذي لا تخطئه العين، واصلت يوميكو إيغاراشي منذ نشأتها جهودها المبدعة لتحسين أسلوب رسم قصص الفتيات (الشوجو) فأتحفت محبيها بروايات مرسومة رائعة تنفسوا بين صفحاتها عبق التاريخ وعطر الرومنسية.
في الـ 26 من شهر غشت عام 1950 ولدت Yumiko Igarashi بمحافظة أساهيكاوا في هوكايدو. لمست في قلبها وأناملها موهبة رسم المانغا فنشرت أول أعمالها وهي بعد طالبة لم تبلغ العشرين بمعهد Asahi Gaoka في مجلة Ribon التي تصدرها Shueisha.
كانت سنة 1975 موعدا فارقا في حياتها كرسامة إذ أنجزت لصالح مجلة ناكايوشي Nakayoshi سلسلة Candy Candy عن رواية رومنسية تاريخية للكاتبة كايكو ناغيتا Keiko Nagita (موقعة باسمها الفني كيوكو ميزوكي) وبمساهمة في إعداد السيناريو من Kaoru Ochiai فحققت نجاحا غير مسبوق في وقت كان يصعب فيه ترويج الروايات المرسومة الموجهة للفتيات على نطاق واسع، لتنال عنها عام 77 جائزة كودانشا لمانغا الشوجو مناصفة مع كاتبة القصة.
«بشكل ما أجد سعادتي في رسم قصص الحب المستحيل. وإذا كانت أحداثها تدور في فرنسا فهذا أفضل. هل أرغب في رسم المزيد منها؟ نعم بالطبع، وأنا منفتحة على أي اقتراحات ممكنة» تقول يوميكو في أحد لقائاتها الصحفية الخاصة، متحدثة عن الخيط الرابط بين أشهر أعمالها.
في فترة ما بين السبعينات والثمانينات كرست إيغاراشي وقتها وجهدها لتطوير الأسلوب الذي ترسم به شخصيات ومشاهد روايات البنات (الشوجو) مقدمة إبداعات مميزة منها Mayme Angel و Koronde Pokkle تأليفا ورسما، تلتها رواية Georgie (التي وزعت كأنيمي مدبلج إلى العربية) للكاتب مان إيزاوا ثم (سيف باروس) لكاورو كوريموتو. قبل أن تدشن عقد التسعينات بسلسلة غريبة فاجأت جميع متابعيها لأنها خرجت نوعا ما عن أسلوبها المألوف لتقدم رواية «كودومو» طفولية عن تنين أخضر لطيف يخرج من بيضة ليعيش مع أهل المدينة في جو من المتاعب والمقالب، هي مانغا (موكاموكا) عن قصة للكاتب فوميكو شيبا، التي تحولت إلى أنيمي دبلج إلى مختلف لغات العالم. لكن الرسامة سرعان ما عادت إلى النمط البناتي الذي تحب رسمه فقدمت أعمالا رومانسية أخرى استندت إلى روائع من الأدب العالمي، مثل روميو وجولييت لوليام شكسبير (1995) ومدام بوفاري لغوستاف فلوبير (1997).
في أواخر التسعينات، تورطت يوميكو في عدد من المعارك القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، بعد أن أعلنت أنها لا تحتاج إلى موافقة مؤلفيها لترخيص الشخصيات التي ترسمها (خاصة شخصيات كاندي كاندي) بيد أن المحكمة كان لها رأي آخر، إذ جزمت أن كلا من الرسامة والكاتبة تتمتعان بحقوق متساوية للشخصيات، فأجبرت إيغاراشي على دفع تعويضات لميزوكي عن إيرادات جميع الصفقات التي تم عقدها دون موافقتها.
منذ بداية الألفية، غابت يوميكو إيغاراشي طويلا، حتى عادت للظهور عام 2011 بمانغا جديدة من النوع نفسه (رومنس تاريخي) عن جوزفين زهرة فرنسا (زوجة نابوليون بونابارت) في تعاون مع الكاتب كاورو أوتشياي. وعنه تقول «هذا المشروع يناسبني تماما، لأني أحب رسم الأزياء خاصة في ذلك العصر، وقد قمت بالطبع بتوثيق ما أمكنني من الجوانب التاريخية خلال إقامتي السابقة في باريس». ولأن التغيير فصل من هذه الحياة، مازالت يوميكو تتمنى أن ترسم قصة تدور أحداثها في اليابان المعاصرة، أو يكون فيها الرجل هو الشخصية الرئيسية. «ولم لا يكون فرنسيا؟» تضيف بضحكتها المعهودة التي تجعلها تبدو مثل زهرة لا تذبل مهما امتد بها الزمان. «لقد مر وقت طويل، كبرت وتزوجت وأنجبت واعتنيت بأسرتي ورسمت القصص التي أحب، لكن حين أفكر في الوقت الذي خصصته بالفعل للرسم أجد أنه كان قليلا جدا.. جدا».