وحدهم المهووسون بالإبداع والتجديد يمكنهم أن يمنحوا الحياة معنى حينما يفضل معظم الناس أن يلوذوا بالركن الآمن. وهكذا كان مؤسسو مادهاوس حين أصروا على جعلها موطنا لكل فكرة غير اعتيادية ولا مأمونة العواقب.
تأسس أستوديو Madhouse عام 1972 بجهود أربعة من فناني التحريك المنسحبين من شركة موشي بروداكشن التي أنشأها أوسامو تيزوكا في الخمسينات. وهم Yoshiaki Kawajiri و Shigeyuki Hayashi و Osamu Dezaki و Masao Maruyama.
أنتجت مادهاوس منفردة أو بالشراكة مع مؤسسات أخرى عددا كبيرا من أفلام ومسلسلات الأنيمي المنزلية (OVA) والتلفزيونية، فاق عددها الـ 300 عمل وحقق بعضها نجاحا كبيرا، منح الشركة مكانة لا ينكرها أحد ضمن لائحة أنشط وأفضل منتجي الرسوم المتحركة في اليابان.
بعد التورط بشراكات متعثرة في البداية، اتجه يوشياكي كواجيري الذي تولى إدارة الشركة أواخر الثمانينات نحو إنتاج سلسلة من أفلام الأكشن والرعب شملت Demon Shinjuku و Ninja Scroll و Wicked City كما سعى إلى الدخول في شراكات مع مؤسسة تيزوكا لتحويل بعض القصص المرسومة التي تملك حقوقها إلى أفلام متحركة. وبقدوم الـ 2000 كان الأستوديو قد قدم لشبكات التلفزيون اليابانية وحول العالم قائمة مسلسلات جيدة من أشهرها (ريمي الفتى) و(جزيرة الكنز)، كما اشترى من المانغاكا Naoki Urasawa حقوق قصته (ياوارا) ومن مجموعة كلامب Clamp (كارد كابتر ساكورا).
عام 2003 تم إنتاج فيلم بعنوان (صيف في الأندلس) تحت الإدارة الفنية للمخرج Kitarō Kōsaka ليصبح أول شريط سينمائي أنيمي ياباني يتم اختياره للعرض في مهرجان (كان) الفرنسي. وهو الأمر الذي شجع فناني الأستوديو على المضي قدما على نفس الدرب الفني، منشغلين بالعمل على فيلم متميز آخر (الفتاة التي قفزت عبر الزمن) أشرف عليه Mamoru Hosoda قبل أن ينفصل عن الشركة ليؤسس ورشته الخاصة تحت اسم Studio Chizu (وعاد ليتشارك مع مادهاوس في إنتاج Ōkami Kodomo لاحقا).
بعدها بسنة واحدة، أي عام 2004 استحوذت مؤسسة Index Corporation على مادهاوس ليصبح أحد فروعها المتخصصة، والتي واصلت تقديم مسلسلات نالت نصيبا كبيرا من الشهرة من قبيل (بي بليد) و(كلايمور) و(ماجيكل مياو مياو) و(مونستر) و(نانا) و(براديس كيس) و(ديث نوت). في 2011 حصلت شبكة Nippon Television على حقوق البث الحصري لرصيد مادهاوس من الإنتاجات، ثم اشترت بعدها نصيب (أنديكس) لتمتلك بالتالي 95% من أسهم الأستوديو. وهي السنة نفسها التي قررت فيها خوض تجربة إعادة مسلسل Hunter × Hunter (القناص) الذي أوقفت شركة نيبون أنيميشن إنتاجه بعد 62 حلقة تلفزيونية و8 حلقات أوفا من أرك (عصابة العناكب) و22 حلقة أخرى من (جزيرة الجشع) عملت عليها ما بين 99 و04. تولى المخرج هيروشي كوجينا الإشراف الفني على النسخة الجديدة محاولا الالتزام بأحداث مانغا توغاشي دون أية إضافات، وأسدل الستار على العمل (حتى الآن) عام 2014 عند الحلقة 148.
يوظف مادهاوس في مقره بطوكيو 70 فردا، عدا المتعاقدين الأحرار. وقد أضحى في الآونة الأخيرة يتجه نحو الاستثمار في الأنيمي الكوري. ويعرف بكونه منفتحا بشكل كبير على الشراكات، فقد تعاون مع Square Enix في عمل أوفا (فاينل فانتزي) ونفذ بعض الأدوار التحريكية في ألعاب بلاي ستيشن أخرى، كما عمل مع أستوديو غيبلي في فيلم (صديقي طوطورو)، و (البرج المتحرك) و Spirited Away وغيرها. أما على المستوى الخارجي، فقد تعاون مع مؤسسات كبرى مثل ديزني ومارفيل ودارك هاوس كوميكس.
طوال مشوارها المبهر، نالت شركة مادهاوس جوائز عدة عن أعمالها. منها جائزة أكاديمية اليابان (2) و الجائزة الكبرى للأنيمي (4) وجائزة طوكيو لأنيمي السنة (2) عدا العديد من التكريمات من المهرجانات الخاصة، ومازالت تواصل عملها كخلية نحل لا تتوقف عن السعي لإنتاج الأفضل باستمرار.