ليس غريبا أن ينال (الكابتن تسوباسا) هذا القدر الكبير من الحب والإعجاب من كل مكان. فقد رسم هذا الفتى الطموح ورفاقه المثابرون أحلام كل طفل يهوى كرة القدم وكل أمة تسعى لللتتويج بكأس العالم.
نادرة هي الحالات التي تمكن فيها مانغاكا مبتدئ من تحويل مشروعه الأول إلى ظاهرة عالمية. وعندما نغوص بحثا عن هذه التجارب المذهلة، يكون أبرز من نصادفه هو المؤلف الرسام Yōichi Takahashi. ففي العشرين من عمره، قدم مخططه الأولي لرواية مانغا (كابتن تسوباسا) Captain Tsubasa キャプテン翼 لقسم التحرير في مؤسسة شويشا للنشر. وبالنظر إلى أن كرة القدم لم تكن لعبة مشهورة في اليابان، فقد كان من الطبيعي أن يتردد المحررون في قبولها. وبعد أزيد من عامين من التفاوض حصل تاكاهاشي على الموافقة فشرع في إعداد أول الفصول، لتنشر على صفحات مجلة Weekly Shōnen Jump بداية من عام 1981.
كانت الرواية تحكي قصة بسيطة محورها الفتى (Tsubasa Ozora) الذي يحلم أن يصير بطلا عالميا في ميادين كرة القدم، فيقود فريق مدرسته بمدينة نيشيزاوا للتدرب والتغلب على جميع الخصوم، إلى أن يتوج سعيه بحصوله رفقة منتخب اليابان على كأس العالم للشبان دون 17 سنة. لقد اختار المؤلف منح بطولة قصته لأطفال صغار، بدل لاعبين مشهورين آنذاك، على أمل أن يعجب القراء بالشخصيات ويتقمصوا أدوارها، واضعا نصب عينيه أن هذه المانغا المتسلسلة قد تطول كثيرا وتمنح بطلها فرصة التحول من طفل يتعلم مبادئ الكرة إلى لاعب محترف شهير.
بعد سنتين من النشر المتواصل، بدا أن (كابتن تسوباسا) حظي باهتمام الفتيان واليافعين في اليابان، ووجه انتباههم إلى رياضة عالمية جديدة عليهم تماما. فطلبت شبكة TV Tokyo اقتباس قصته في مسلسل أنيمي نفذت إنتاجه شركة Tsuchida Production على مدى 128 حلقة من المنافسة والتشويق الرياضي.
ومع النجاح الذي لقيته الشخصية والقصة واللعبة، تقرر العمل على أجزاء لاحقة مطبوعة ومتحركة إلى جانب أفلام خاصة وألعاب فيديو. فأنتج الجزء الثاني عام 1990 في 14 حلقة إضافية تروي تجربة تسوباسا الاحترافية الأولى في البرازيل. ثم (Tsubasa (J عام 1994 في 46 حلقة غير مرتبطة بأحداث المانغا الأصلية، تتضمن منافسات كأس العالم للشباب وتتابع أبرز أبطال المسلسل في رحلات احترافهم بالخارج. وفي عام 2002 عندما كانت اليابان تستضيف نهائيات المونديال بشراكة مع كوريا الجنوبية، قررت شركة Shogakukan استغلال المناسبة لنشر سلسلة جديدة تحرك أحداثها نفس الشخصيات غير أنها أكبر قليلا في العمر.
منذ مطلع التسعينات أنتجت شركة يونغ فيوتشر نسخة عربية لهذا الأنيمي تحت عنوان (الكابتن ماجد) بدبلجة أردنية امتدت حتى الحلقة 55 سجلتها أصوات سهير فهد وقمر الصفدي وحسين أبو شعيرة ولينا التل وغيرهم. ثم بدبلجة سورية من إنتاج مركز الزهرة تحت مسمى “الجزء الثاني” شملت باقي الحلقات من 56 إلى 128 واحتفظت بنفس أسماء الشخصيات كما جرى تعريبها في النسخة الأولى، غير أنها أضفت عليه تلك اللمسة الأدبية والفنية الخاصة التي تميز أعمال (فينوس) بمشاركة نخبة فنانيها المبدعين ومنهم أمل حويجة وآمنة عمر وعادل أبو حسون وبثينة شيا وفاطمة سعد ومروان فرحات ومأمون الرفاعي ورأفت بازو وإياد أبو الشامات. تولى مركز فينوس أيضا دبلجة الجزئين الثالث والرابع (وهذا الأخير كان في النسخة الأصلية عبارة عن أفلام خاصة ترصد مباريات أبرز لاعبي السلسلة بعد احترافهم، فتم تقسيمها إلى حلقات). أما سلسلة 2002، فقد تم التعامل معها بشكل خاص، فخرجت في نسختها العربية عام 2005 تحت عنوان (الشبح) بأداء مميز وأغنية شارة جديدة.
لم تقتصر شعبية الكابتن (ماجد تسوباسا) على اليابان و العالم العربي، بل حظي بإقبال واسع في معظم دول أوروبا وأمريكا، فحققت السلسلة المنشورة مبيعات فاقت 80 مليون نسخة فيما اعتبرت السلسلة التلفزيونية بمثابة الأنيمي الرياضي الأكثر تأثيرا في أطفال العالم. وفي تصويت نظمته شبكة TV Asahi في 2005 حل الكابتن تسوباسا في الرتبة 41 من ضمن أفضل 100 مسلسل رسوم متحركة.