هيرو ماشيما : المؤلف الذي لا يتخلى عن شخصياته أبدا!

يخلط الهزل بالجد ويعشق الفصول الأربعة

TV TOKYO ©

حين يعود هيرو ماشيما بمخيلته إلى الوراء، يتذكر أنه كان منذ صغره يريد أن يصبح رساما. وقد ساعده الوسط الفني الذي ترعرع فيه بمنطقة جبلية في تحقيق حلمه بشكل أيسر من المتوقع.

دأب ماشيما في طفولته على إعادة تحبير رسوم مجلات المانغا التي يهديه إياها جده بعد أن ينتهي من مطالعتها، في ما يمكن اعتباره استلهاما لهذا الفن الممتع من مصادره المباشرة بدون الحاجة إلى دليل يتعلم منه، عدا قصص دراغون بول التي تعلق بها كثيرا. هذه الروح المتمردة رافقت هيرو حتى بعدما أنهى دراسته الثانوية وانضم إلى معهد لتعليم الرسم، إذ سرعان ما غادره قبل أن يكمل دوراته موقنا أن مقاعد الدراسة لن تجعل منه فنانا محترفا.

من قال إن الخطوات الأولى في دروب الحلم تكون الأصعب دائما لا يعرف ماشيما بالتأكيد. فما إن أعد هذا الفتى المبتدئ سلسلته الأولى حتى تأبطها واتجه رأسا لعرضها على قسم التحرير في شركة كودانشا. إذ يبدو أن لديه ما يكفي من الثقة بنفسه ليتجرأ على قصد أكبر دار نشر في اليابان ليطلب منها تبني أولى تجاربه! هذه الثقة البالغة ستظل ملازمة لماشيما دائما وتظهر جلية حتى في أبطال مسلسلاته.

بروايته المرسومة الأولى (رايف ماستر) دخل هيرو مسابقة كودانشا وفاز بها لتهديه الشركة تلك الكلمة السحرية التي ينتظرها أي مانغاكا في بداية مشواره (Sérialization) والتي تعني الموافقة على نشر روايته متسلسلة بشكل أسبوعي في مجلة رسمية. وهكذا ظهرت أول فصول Rave Master عام 1999 على مجلة Weekly Shōnen Magazine وطال بها المقام حتى عام 2005 كما حصلت على فرصة للتحول إلى أنيمي من إنتاج Studio Deen بعنوان Groove Adventure Rave .

في فترة استراحته، تعامل ماشيما مع مجلة Comic BomBom مقدما لها رواية Monster Sool وعمل على جمع بعض قصصه المنفردة (وان شوت) في مجلدين في إصدار خاص. قبل أن يعكف على مشروعه السحري الجديد Fairy tail ما بين 2006 و2017 بقصة حصدت نجاحا أكبر من سابقتها وبلغت مبيعاتها ما يزيد عن 60 مليون نسخة وفازت بجائزة Kodansha Manga Award كأفضل مانغا شونين لعام 2009. ولم يلبث عمله الجديد هذا أن تحول بدوره إلى أنيمي بنفس العنوان من إنتاج TV Tokyo وتنفيذ عدة أستوديهات منها A-1 Pictures و Satelight و Bridge .

لعل من نقاط الضعف التي لا يستطيع أي مانغاكا التخلص منها بسهولة هي أن «يكرر نفسه» فلا يستطيع التخلص من شخصيات مسلسله السابق أو الابتعاد عن أجوائه. غير أن هيرو ماشيما يفعل هذا متعمدا وهو ينظر إليك في عينيك. ألم نقل إنه يتمتع بثقة مزعجة في النفس؟! فإلى جانب التشابه العام في شخصياته، والذي يظهر بوضوح مثلا في ثنائية (هارو وإيري) في ريف ماستر مقابل (ناتسو ولوسي) في فايري تيل. في حبكة لقائهما منذ الحلقة الأولى وصدفة سعيهما إلى الهدف نفسه وكيف يرافقهما حيوان أليف؟!! مهلا! للأليف هذا قصة لوحده. فاسمه Plue وهو كائن غريب الشكل كان دائم الحضور في مسلسل ريف ماستر، ثم عاد وظهر كخادم لأحد المفاتيح السحرية التي تمتلكها لوسي في فايري تيل. يبرر ماشيما هذا بقوله «بالنسبة لي هذه الشخصية مهمة جدا فـ (Plue) يمكنه حتى أن يعيش معنا في هذا العالم الحقيقي. إنه حيواني الأليف المفضل». وهذا نفس ما فعله ماشيما مع شخصية (هابي) القط الأزرق الطائر الذي يرافق (ناتسو) في فايري تيل، حيث نجده يظهر مرة أخرى في عمله الجديد (إدين زيرو).

ربما كان بإمكان هيرو ماشيما أن يبصم على أعمال فنية عظيمة لو أنه اكتفى بالرسم وترك التأليف لمن يجيده، كما فعل تاكيشي أوباتا حين رسم لزميله تسوغومي أوهبا روايتيه المذهلتين Death Note وBakuman .