Akira Toriyama : أجد راحتي في رسم العوالم الخيالية
مترجم عن مقابلة صحفية نشرت على موقع kanzenshu.com
بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاق مغامرات (دراغون بول) أردنا مرة أخرى أن نطرح الكثير من الأسئلة حول القصة والشخصيات والرسوم على مبدع هذه السلسلة الأسطورية، فكان لنا هذا الحوار الممتع مع تورياما سينسي.
حجر الزاوية في أي سلسلة مانغا هو بطلها، فهل لديك أي طريقة خاصة تتبعها عندما يتعلق الأمر بابتكار شخصياتك الرئيسية؟
أحاول دوما رسم أبطال مميزين وليس (غوكو) فقط بل كل الشخصيات. وأظن أن الأمر يغدو سهلا إذا كنت تأخذ صفات عادية وتنسبها لشخص يتمتع بقوة خارقة، فعندها يستحق أن يكون في مركز الاهتمام أليس كذلك؟ أنا عادة أفضل أن أضع معظم تركيزي على مسار القصة، لهذا لا أبالغ في العناية بشخصياتي على مستوى الرسم والتصميم. (غوكو) مثلا كاد أن يكون مجرد قرد في البداية ثم فكرت في الأمر أكثر وجعلته إنسانا، لكن محرر القصص في (Shueisha) كازوهيكو توريشيما اقترح أن أضيف إليه ما يميزه، لذا أعطيته ذيلا رغم أن هذا الخيار ما برح يشوش ذهني ويجعلني أتسائل كيف له أن يلبس سرواله إذن؟
وبذيله وغيمته ومرحه الممتع حقق غوكو نجاحا كبيرا في أجزائه الأولى لكنه الآن كبر وأصبح شخصا آخر أقل جاذبية، لماذا فعلت ذلك؟
لقد تعرضت للكثير من الضغط في ذلك الوقت، فليس من المعتاد في مانغا الشونين أن تتغير الشخصية الرئيسية لكنني كنت مشغولا بهَم آخر. فإذا كانت السلسلة سوف تبدأ في التركيز أكثر على النزالات والمعارك، فأنا بحاجة لجعل غوكو بطلا بالغا وليس طفلا صغيرا ويبدو أن هذا صدم المحررين فعلا. «لقد حصلت السلسلة في النهاية على شعبية كبيرة والآن تريد أن تغير كل شيئ»! كان هذا نوع رد الفعل الذي تلقيته منهم.
وكيف تمكنت من إقناع الجميع في قسم التحرير بدار النشر بقرارك هذا؟
ربما تكون كلمة «إقناع» غير صحيحة هنا. فما حدث هو أنني رسمت (غوكو) البالغ أولا وأرسلت الرسمة إلى مكتب المحررين للحصول على ملاحظاتهم. ثم بدأت مباشرة في وضع المسودة الأولية للحلقة التالية قبل حتى أن أسمع منهم أي رد، وبحلول موعد التسليم لم يكن هناك أي وقت لإجراء تعديلات كبيرة. لقد كان الأمر وكأنني أدفعهم للقول «إذا كنت مضطرا للقيام بذلك فلابأس».
حسنا، من الأشياء الجميلة التي رأيناها في هذه السلسلة أن الشخصيات تعيش مغامراتها في عالم خيالي فريد. كيف تخيلته؟
ربما أشرت إلى هذا من قبل، ولكنني أجد راحتي في عالم خيالي حيث يمكنني رسم ما أريد بسهولة بعكس العالم الحقيقي الذي يتطلب كثيرا من البحث في المراجع. فلو أردت رسم مجرد سيارة فعليك أن تجري دراسة حولها؟ ليست لديك أي فكرة كم أكره العمل هكذا.
ماذا عن النهاية؟ هل كان في بالك أي تصور كيف ستنتهي هذه القصة عندما بدأت كتابتها؟
لا بالمرة، فأنا أعرف أنني بمجرد اتخاذ قرار بشأن النهاية فإن ذلك سيؤثر علي فلا يمكنني تغيير المسار لاحقا. أحب أن تتقدم القصة يوما بعد يوم بأحداث مفتوحة وأماكن متنوعة وخصوم جدد يظهرون في الطريق وأبطال يكسبون المعارك فيجدون أنفسهم أمام تحديات أقوى، لطالما اعتقدت أن من الأفضل العمل بدون هذا الالتزام ولندع شخصيات السلسلة تنسج المشهد الأخير. وفي الواقع أمور كثيرة حدثت لم أخطط لها، ببساطة أجد نفسي في منتصف الرحلة حائرا كيف أطور حدثا جديدا فأقول لنفسي «هيي! ذلك الوغد مازال على قيد الحياة ويمكنني أن أستفيد منه» فأمنحه دافعا للعودة وميزات جديدة، وربما هذا ما يجعل القارئ يعتقد أنني أعرف ما سيحدث منذ البداية.