Astro Boy : فليم هوليود الذي لم يحلق في الفضاء

أنتج عام 2009 ولم يحقق ما راهن عليه منتجوه من نجاح

IMAGIE / TEZUKA ©

لم تكن هذه المرة الأولى التي تثير فيها شخصية الفتى الخارق (أسترو) اهتمام شركات الإنتاج السينمائي، فقد سبق لـ Sony Pictures الحصول على إذن خاص من Tezuka Productions لاستلهامه في فيلم live action إلا أن المشروع واجه عراقيل عدة منعت تنفيذه.

رغم الإرث الفني الذي أسس عليه المنتجون مشروعهم، مراهنين على الشهرة السابقة لشخصية أسترو في اليابان وخارجها، حيث تتذكره أجيال كثيرة من خلال قصص المانغا ومسلسلات الأنيمي الأصلية لمبدعه أوسامو تيزوكا إلا أن الفيلم لم يكن ناجحا بمعايير مالية، إذ حصد 44 مليون دولار في البوكس أوفيس مقابل 65 مليونا من مصاريف إنتاجه، فكان آخر فيلم قدمته شركة Imagie قبل أن تغلق أبوابها عام 2010. أما في تقييمات النقد فلم يتجاوز 6.3 حسب تقييم imdb.

تم اختيار عدد من النجوم لأداء أصوات الشخصيات، فأسند دور أسترو للشاب Freddie Highmore و دور الأب / الدكتور تينما للنجم  Nicolas Cage ودور الرئيس ستون للفنان Donald Sutherland إلى جانب ممثلين آخرين منهم Kristen Bell و Bill Nighy و Samuel Jackson. فيما تولى عملية الإخراج المدير الفني David Howards.

تبدأ قصة الفيلم بتغييرات طفيفة عن المانغا الأصلية التي كتبها أوسامو تيزوكا، فهنا تدور الأحداث في جزيرة عائمة في الفضاء يطلق عليها اسم (ميترو سيتي) انفصلت عن الأرض وقطعت أشواطا كبرى من التطور التقني الذي يضمن لسكانها من البشر والربوتات العيش معا في سلام ووئام. بسبب حادث مأساوي خارج عن السيطرة، جرى أثناء استعراض لقوة أحد الجنود الآليين، يفقد الدكتور (تينما) ابنه (توبي) فيقرر استعمال كل الإمكانات العلمية المتوفرة من أجل اختراع بديل آلي (روبوت) للفتى الراحل، يشبهه تماما في هيئته البشرية ويمتلك مشاعره وذكرياته، غير أن كيانه الآلي يجعله فتى خارقا إلى أبعد الحدود، يستمد قوته من طاقة زرقاء زرعت في قلبه.

تتشعب القصة بشكل درامي مؤثر، مؤرجحة أسترو بين الدكتور تينما الذي لم يقتنع بعد كل الجهود التي بذلها بأن هذا الروبوت يمكن أن يعوض ابنه الحقيقي بالفعل، وبين الرئيس (ستون) الذي يسعى بشكل يائس لضمان ولاية رئاسية جديدة ويدرك أنه بحاجة إلى سلاح قوي لتحقيق هدفه، سلاح يكمن في تلك الطاقة التي يحملها (أسترو) في قلبه. فيبدأ فصل من الصراع انتهى بسقوط توبي إلى الأرض السفلى حيث يعيش من بقي من البشر البسطاء. وهناك يكتسب أصدقاء جدد في مثل عمره، ويشعر أنه بات أقرب إلى البشر منه إلى الآليين مفضلا أن يخفي عنهم حقيقة أمره. غير أن (هاماغ) الرجل الذي يعشق الميكانيك ويقضي وقته في إصلاح الروبوتات المعطلة، يكشف أمره فيدفع به إلى حلبة القتال حيث يجبره على خوض النزالات القوية التي ينظمها لتسلية البشر. وبين عالميه البشري والآلي، يواجه (أسترو) خصومه الآليين ومن يتحكم بهم من البشر من أجل حماية عالمه والإيمان بنفسه.

يحوي الفيلم الكثير من مشاهد القتال التي اعتبرت مبالغا فيها، كما أن عددا كبيرا من الشخصيات الثانوية لم تكن موفقة من حيث التصميم. رغم أن المشرفين على العمل قضوا وقتا طويلا في البحث ومحاولة تغيير شخصية أسترو عن طابع الـ (كاواي) الذي طبعها في رسومات تيزوكا، إذ بدت للأمريكيين أقرب إلى لطافة الفتيات منها إلى ملامح بطل خارق.