بين الصنف والنوع في مجال المانغا والأنيمي
حيث تجد كل الشخصيات عوالمها الخاصة (عن ترو غيمنج)
في عالم المانغا والأنيمي هناك فارق كبير بين الصنف والنوع، رغم التشابه الظاهري الذي قد يوحي به المصطلحان. فأنواع القصص أكثر تعددا لكنها تندرج جميعها تحت تصنيفات أكبر تحدد التوجه العام لكل قصة.
الصنف (Demographic) : هناك سؤال جوهري يتبادر إلى ذهن منتج الأنيمي أو ناشر المانغا قبل أن يبدأ العمل على منتجه الجديد: ما هي الفئة التي سأستهدفها بهذا العمل؟ ويجب على الصانع أن يجيب عن هذا التساؤل مع وضع عنصرين مهمين بعين الاعتبار: الفئة العمرية والجنس (ذكر / أنثى). وتحدد هذه الإجابة الاتجاه الفني والتسويقي للعمل. وعموما فتصنيفات الأنيمي والمانغا خمسة هي : كودومو (Kodomo) شونين (Shonen) شوجو (Shojo)، سينين (Seinen)، جوسيه (Josei). سنتحدث عنها بتفصيل أكثر في موضوع تصنيفات المانغا والأنيمي.
لا تصنع قصة مانغا أنيمي لإرضاء الجميع، بل تتباين الأعمال عن بعضها تباينا جليا في الأسلوب والمحتوى، فنجد تلك الموجهة لمن هم أقل سنا مثلا تشدد على القيم النبيلة كالإخلاص والصداقة، فيما لا تنظر الأعمال الموجهة للناضجين لهذه القيم بنفس النظرة المثالية، وتتفنن غالبا في تبيين أن هذه القيم لا تستطيع ببساطة حلّ كل المعضلات على أرض الواقع. ومن جانب آخر، تعنى التصنيفات أيضا بجنس القارئ / المشاهد، فتختلف نبرة العمل والمواد التي يقدمها باختلاف الجنس المستهدف. ولذلك نلحظ أن القصص التي تستهدف الذكور تقدم في المجمل محتويات وقضايا مختلفة إلى حد كبير عن الأعمال التي تستهدف الإناث.
ربما تجدر الإشارة أيضا إلى أنك لن تجد تصنيف عمل الأنيمي أو المانغا ملصقا على الغلاف على غرار التصنيفات العمرية التي نراها على بعض الأفلام أو ألعاب الفيديو، ذلك أن هذه التصنيفات لا تكون دائما واضحة للعيان، وإنما تتطلب من الشخص معرفة بالفروق بين التصنيفات وقدرة على تحري هذه الفروق، فالسواد الأعظم من إنتاجات الأنيمي تنتمي بصورة صريحة وواضحة لتصنيف محدد، إلا أن بعضها صعب التحديد. أما أعمال المانغا، فهناك طريقة تمكن القارئ من تحديد تصنيفها ولكنها تتطلب معرفة مسبقة ببعض أساسيات اللغة اليابانية، كما أن المجلات الناشرة لأعمال المانغا تتجه لتصنيف معين دون غيره.
النوع (Genre) : لحسن الحظ قد تكون كلمة (نوع) أسهل تعريفا من كلمة (صنف)، ويمكنك أن تستشف معنى الكلمة عن طريق الأمثلة المباشرة. فعلى سبيل المثال، متى ما تابعت عمل أنيمي أو مانغا يتصف بعدم وضوح الحقائق وتشابك الأدلة وغرابة الأحداث فأنت غالبا تشاهد عملا ينتمي لنوع «الغموض». وعندما تتابع عملا يناقش القضايا التي تنشأ بسبب مجموعة من التقنيات والأفكار العلمية البعيدة عن منال عصرنا الحالي، فذلك هو «الخيال العلمي». كذلك هو الحال عندما تشاهد عملا يتمحور حول السحر وتأثيره على العالم خيرا وشرا، فأنت تشاهد «فانتازيا». أما إذا صادفت عملا يتخذ من الحب قضية ومحركا رئيسا للأحداث فهذا بالطبع عمل «رومانسي». وهكذا، فكلمة (نوع) ترمز في المجمل لمجموعة من الأعراف القصصية والقضايا والأفكار التي متى ما وجدت في عمل ما، انتمى هذا العمل لنوعية معينة. وتتمازج النوعيات أحيانا فتنشأ عنها فروع جديدة كليا.
لكل نوع من أنواع المانغا والأنيمي عشاقه المهووسون به والحريصون على تتبع القصص التي تنتمي إليه، رغم ذلك التقسيم البديهي الذي يحاول الإيحاء بأن الفتيات مثلا يملن إلى دراما الحياة والرومنسية الوردية والفتيان إلى الأكشن والرياضة الغموض، وهو تقسيم تعززه مجلات المانغا ذات التصنيف المتخصص (شونين vs شوجو) بشكل كبير.