ما هي الأصناف الكبرى لقصص المانغا والأنيمي؟
معايير التصنيف ومواصفاتها (بتصرف عن ترو غيمنج)
كسائر الفنون تنقسم إصدارات المانغا وإنتاجات الأنيمي إلى تصنيفات كبرى، تتحدد أساسا على معياري الجنس (أنثى / ذكر) والعمر (أطفال / يافعين / شباب). ولكل صنف ما يميزه عن غيره دون أن يفقد أي منها روعته وجاذبيته.
Kodomo : تحيل كلمة كودومو على «طفل» في اللغة اليابانية، وعندما ترد هذه الكلمة في سياق ثقافة الأنيمي والمانغا، فهي ترمز لذلك التصنيف الذي يوجه إبداعاته إلى جمهور من صغار السن. للإفادة هنا مكانة تعادل ما للمتعة. فكما هو الحال في أدب الأطفال، تحرص أعمال الكودومو على تقديم محتوياتها بأسلوب يمزج بين التسلية والتربية. هادفة إلى تنمية مدركات الطفل الأساسية وتنبيهه إلى السلوكات الخاطئة قصد تقويمها وتلك الإيجابية بغاية تعزيزها. ولذا من الطبيعي أن تخضع أعمال الكودومو لرقابة صارمة من الجهات المختصة بتراخيص الإنتاج والبث التلفزيوني، للتأكد من خلوها من أي مواد غير مناسبة للصغار.
Shonen : يمكن اعتبار الشونين أشهر تصنيفات المانغا والأنيمي على الإطلاق. ومن المعتاد أن تحقق المجلات المتخصصة في هذا النوع أكثر المبيعات محليا وخارجيا. ذلك أن الفئة التي يستهدفها تصنيف الشونين تعد إحصائيا الفئة الأكثر متابعة للأنيمي والمانغا. تحمل كلمة شونين معنى «اليافع» في اليابانية، وتستعمل للإشارة إلى الذكور المراهقين على وجه الخصوص، والذين تفيض القصص الموجهة إليهم بالحركة والحماسة بشكل كبير، وتتكرر فيها معاني الصداقة والعناد والإرادة والإصرار على تحقيق الهدف. ومن جانب تقني محض، يمكن تمييز مانغات الشونين (والشوجو أيضا) بوجود حروف الهيراغانا فوق أحرف الكانجي للدلالة على طريقة تهجئتها (تسمى هذه الطريقة Furigana) وذلك لأنها تفترض أن القارئ ليس ملما بجميع أحرف الكانجي لأنه لم يكمل دراسته الثانوية بعد.
Shojo : كلمة شوجو تعني «فتاة» باليابانية، ويعرف هذا التصنيف باهتمامه بالجانب العاطفي وتوسعه في طبيعة العلاقات بين البشر. مقدما على عكس الشونين أعمالا تهتم بدواخل الشخصيات أكثر من حركاتها. عادة تكون بطولة أعمال الشوجو من نصيب فتاة تقدم أحداث المسلسل من وجهة نظرها، فنرى العالم من عيونها ومن خلال روايتها لمشاعرها، ونلحظ التقلبات والتغيرات التي تطرأ عليها وعلى من حولها مع مرور الأيام، وتكون بعض هذه التغيرات صادقة إلى درجة جديرة بالاحترام. فكما يعد تسارع الأحداث عنصرا معرفا لتصنيف الشونين، يعتبر تطور الشخصيات وعمق العلاقات بينها عناصر جوهرية في تصنيف الشوجو.
Seinen : (شباب / كبار) إذا كان تصنيف الشونين يميل للمثالية، فإن تصنيف السينين يميل للواقعية التي تصل إلى حد القسوة. وكثيرا ما يناقش قضايا فلسفية أو سياسية أو مجتمعية عميقة من خلال أحداثه ويبحث في طبيعة النفس البشرية. حيث لعمق الشخصيات والحوارات أهمية خاصة في أعمال هذا الصنف. يمكن استنتاج حقيقة أن معظم أعمال السينين لا تحقق نجاحا تجاريا كالذي تحققه أعمال الشونين، حيث تمنعها توجهاتها من الوصول لشريحة المراهقين ذات القوة الشرائية الكبرى في صناعة الأنيمي والمانغا، وينتج عن ذلك واقع مرير، حيث تتطرق بعض أعمال السينين لتقديم محتويات مخلة بالأخلاق (خصوصا أعمال المانغا) جذباً لمزيد من المتابعين.
Josei : (سيدات) يعتبر الجوسيه أقل تصنيفات الأنيمي والمانغا إنتاجا وشعبية، ولا يعود ذلك لنقص في جودة أعمال هذا التصنيف، وإنما لكون الفئة التي يستهدفها أقل الشرائح اهتماما بالأنيمي والمانغا في اليابان، وهي شريحة الإناث الشابات اللاتي توازي أعمارهن أعمار الذكور الشباب الذين يستهدفهم السينين. وللدلالة على ضعف الإقبال على هذا التصنيف تخيل أن كل إصدار من مجلة شونين الأسبوعية يبيع ما يقارب المليوني نسخة، فيما تنازع مجلة يو الشهرية – وهي أكثر مجلات الجوسيه انتشارا – لبيع مئتي ألف نسخة لكل إصدار! ويمتاز هذا التصنيف بواقعية لا تضاهى وعمق متناه في تمثيل طبائع الشخصيات وعلاقاتها، وهو أجود التصنيفات في هذا المجال عموما.